الجمعة، 15 يونيو 2012

بوح

كم كنت أتمنى أن أغادر صفحات حياته وأحرر نفسي من ثقل مخاض اللحظات التي عشتها معه كمدينة منكسة الرايات محفور على جدرانها ذكريات مليئة بوجع قلوب لم تعرف إلا إنكسار الأماني والأحلام .

سأتخلص من عبء وجودك لأنه لا شيء من حولي سيتآمر علي  ليوقظ الحنين والشوق إليك فلم يعد هناك ما يطوقني بك غير ذكريات مؤلمة تنخر ذاكرتي .

رقية عبدالله


الثلاثاء، 15 مايو 2012

ذكرى النكبة



مضت أربعة وستون عاماً تعاقبت أجيال ورآء أجيال ومازالت نكبة فلسطين جرحاً غائراً في جبين الأمة الإسلامية والعربية لتدلل على عارنا الوجودي و إستسلامنا لإغتيال كرامتنا .
كم يؤلمنا أن تتحرك جيوشنا العربية لقتلنا والتنكيل بنا ولم تتحرك لنصرتك بل تآمرت على إغتيال عراقنا الشامخ لينضم إلى مسلسل العار العربي .
قتلنا حلم أطفالك وبددنا آمال شبابك وتنكرنا لقضيتك فظللت تواجهين عدوك وحدك بعد أن تخاذلنا عن نصرتك .


رقية عبدالله





الخميس، 10 مايو 2012

دمعة من أجل قطرة مطر


أرتسمت على وجهك فجيعة الموت، فقدت عينيك بريقها فلا تحمل إلا الإنكسار ،أغلقت الأبواب دونك، فمشيت على أرض جدباء خرساء تستغيث من أجل قطرة مطر تحمل معها الأمل لتروي ظمأ العطشى فكانت قبراً لفلذات كبدك، هزمهم الفقر و العطش والجوع فتقطعت أحشائهم وذرفت دموعهم وأعلن الموت إنتصاره عليهم، قد نجوتي من الموت ولكنكِ لم تنجي من ألمه وذكراه ، نعم عرفت الآن أن اللغة قد تفتقر لمفردات تعبر عن توثيق الأحاسيس والمشاعر لـ إمرأة تنتحب  .


رقية عبدالله

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الإعلام المهزوم



أثر هذه المداخلة في برنامج البيان التالي في قناة الدليل تم إيقاف البرنامج و منع الكاتب "د.زهير كتبي" من الكتابة وهذا ليس بمستهجن فـ الإعلام  العربي الرسمي والغيرالرسمي قوام اللغة فيه تعتمد على التضليل والتمويه والتعمد في إخفاء الحقائق فبدل أن يكون لسان حال المواطنين نجده إداة في يد الحكومات وأصحاب المصالح  ، وباالتالي فهو لا يعتمد على معالجة نواحي القصور والصعوبات في مجتمعه و إبرازها وتسليط الضوء عليها ليتم وضع حلول منطقية لها بل هو يتعمد تغيب المواطن عن الأحداث فيلجأ لمصادرة رأي أو فكر لمجرد أنه لا يتوافق معه ، ولكن الآن وبعد وجود مواقع التواصل الإجتماعي أصبح من الصعب إخفاء المعلومات والتلاعب بها ، فقد سمحت هذه المواقع  بمساحة من الحرية للتواصل مع الناس بطبقاتهم الإجتماعية وإتجاهاتهم الفكرية المختلفة ، فتحول المواطن البسيط إلى صحفي ومراقب وراصد للأحداث بالصوت والصورة ليعبر عن رأيه دون وساطة أو وصاية ، وعن ما يراه من وجهة نظره أنه الحقيقة .
رقية عبدالله

الأربعاء، 8 فبراير 2012

تساؤلات




أمي علميني ماذا أقول ؟
قل ما شئت ولكن لا تتفوه أبداً عن حاكماً أو سلطان .
 علميني ماذا أقرأ ؟
لا تقرأ في مدينتك فمثقفيها ثقافتهم فارغة من النضال والمجابهة وتقرير المصير، و جل شيوخها يقتاتون بالدين ، وكتبها ورواياتها ودواوينها لا يجر فيها قلم إلا بإذن الحاكم،ولا تنشر إلا بإذنه.
فيما أفكر إذن؟
لا تفكر فالفكر جريمة والرأي جريمة تستبيح دمك.
أمي ما هي الحرية؟
لم أتذوقها يا بني ولكن لا تنطق بالحرية فأنت لست حر ولا تطالب بها فينحر جسدك الغض وتسلب طفولتك وتقتل برآءتك .
فنظر إلي في وجوم وعرفت من عينيه أنه لا يفهمني، فربت على كتفيه وأخبرته :
يابني : لا ترضخ لا ترضخ لا ترضخ ولا تذعن إلا للحق ولا تهاب سلطاناً ولا جائراً لا يؤمن بالعدل ، وكن واثقاً بأن لا عزة إلا لله ولرسوله وللمؤمنين .
ولا تسكن على تراب يعيش فيه الإسلام غريباً منفياً من كل قوانينه ونظمه ولا تقام فيه إلا شعائره ، و أسكن على التراب الذي يكون الإسلام فيه حقيقة لا وهماً.

وتحرر من خوفك بالتعلق بالله ولا تبهرك المظاهر الزائفة وإقبال الناس على الدنيا فأنت بالله غني فإجعله في قلبك وإحفظه يحفظك.
رقية عبدالله

الجمعة، 13 يناير 2012

حافة البكاء






هاتفتني لتخبرني كان يعلو صوتها ثم يغيب لتقول في بضع كلمات أنا إمرأة أعيش في الظل مستلبة الروح مهمشة المشاعر هو لا يرآني ولا يسمعني و يكاد حتى لا يشعر بوجودي هو من قتل كبريائي فحياتي خالية من كل الفصول بإستثناء فصل الخريف .
أتصدقين أنه يعيش في خيالاتي ألف ألف رجل وأني خنته آلاف المرات وأني أحببت وهجرت وحزنت وفرحت مع رجل آخر في خيالي  زرت معه مدن وهمست في أذنه كلمات الحب وأعذب العبارات وضحكت لجنونه وأنصت لكلامه وغرقت في تفاصيله .
أتصدقين أنني أشم رائحة عطره كيف لا وهو الذي يبحث في أوراقي المبعثرة ليقرأ ما أدونه عنه وما أسرده عن تفاصيل لقاءاتنا السرية التى ليس لها مكان أو زمان إلا خيالاتي . 
أجبتها : هناك ألف ألف إمرأة يعيشون في الظل مدون في بطاقاتهن "زوجات" ولكن ليس لهن زوج ولا رفيق ولا شريك بترت أحلامهن وقُتل كبريائهن يقتحم الحب خيالاتهن يتوقون أن يظلوا في ذاكرة الآخر ينفردون بمشاعره وإهتمامه ولكن ظلوا أسرى للفضيلة يرتدون ثوب العفة والطهارة ولن يسمحوا للآخر أن يدنسهم .
فصرخت غاضبة من كلماتي تردد لا تقارنيني بنساء أخريات فأنا أعيش مرارة عمر من الخيبات أتجرع فيها إنكسار أحلامي  .
أجبتها : لا تصرخي ولا تجهشي بالبكاء فأنت سيدة قلبك وعقلك وجسدك فلن تسوقك نزوة أو نشوة فقد نسج الحرمان على قلبك خيوط الصبر والعفة ومد لكِ جسور إلى الجنة فلن يضرك الحرمان من رجل يعيش موت الحياة.
رقية عبدالله

الأحد، 8 يناير 2012

مقتطفات




·   المفتاح الحقيقي للعلاقات الإنسانية هو تعلم أكثر ما نستطيعه عن الطبيعة الإنسانية على ما هي عليه وليس على ما نعتقد أنه  يتعين عليها أن تكون عليه .

·   لا يوجد ذلك الإنسان الذي يتمتع بالإكتفاء الذاتي، فكل منا بحاجة إلى أشياء بوسع الآخرين القيام بتقديمها، وأنت نفسك لديك أشياء يحتاج إليها الآخرون، وكل تعاملاتنا مع الناس إنما تستند إلى تلك الإحتياجات .

·   كلنا أسرى جوع  حب الذات ، ويحدث فقط عند إشباع هذا الجوع، ولو بصورة جزئية، أن نصبح قادرين على نسيان أنفسنا، وسحب الإهتمام منها لكي نمنحه إلى شيء آخر، أن المرء الذي تعلم أن يحب نفسه هو القادر على أن يكون كريماً وودوداً مع الآخرين.

·   أن أكثر أنواع الجوع المتواجدة على المستوى الكوني هو ذلك الجوع إلى الإحساس بالإهمية، والشعور بقيمتك الشخصية كإنسان من قبل الآخرين، وأن تكون مقبولاً لديهم، وأن يحسوا بوجودك، وأنت في مقدورك أن تقدم المزيد للإحساس بالقيمة الشخصية للطرف الآخر وبوسعك أن تجعله يحب نفسه أكثر قليلاً، كما أن تجعله يحس بتقديره وتقبله، وبإختصار لديك الخبز الذي تغذي به الجوع الإنساني.

·   إنك تحيا بطريقة مختلفة، وتأكل بطريقة مختلفة، وترتدي الملابس بطريقة مختلفة، وتحب أشياء مختلفة، إنك بإختصار تختلف عن غيرك، إلا أن هناك شيئاً وحيداً نشترك فيه جميعاً معاً، فكلنا لا نحتاج فقط إلى الإحساس  بأهميتنا، وإنما نحتاج أيضاً إلى الإحساس بأن الآخرين يعترفون بوجودنا ويقرون بأهميتنا، والحق إن ما نحتاجه هو أن يقوم الآخرون بمساعدتنا مع الإحساس بإهميتنا، وأن يساعدونا على توكيد إحساسنا بقيمتنا الشخصية، ذلك أن مشاعرنا الخاصة تجاه أنفسنا إنما هي وإلى حد كبير، إنعكاسات للمشاعر التي يضمرها الأخرون لنا ( أو يبدو أنهم يحملونها لنا) ويكونونها عنا، ولن تجد واحداً في المليون من البشر قادراً على الإحتفاظ بكبريائه وقيمته (وهما الشيئان الضروريان لوجودهم السوي) إن كل من يقابله يعمد إلى معاملته كما لو أنه غير موجود أو عديم الفائدة.

·        إننا وبلا وعي منا، ندرك أننا لا نلاحظ سوى ما هو مهم بالنسبة إلينا.

·   إن ما نراه في تعاملاتنا مع الآخرين ليس سوى مواقفنا وقد إنعكست إلينا في تصرفاتهم، وهذا الأمر يشبهك تقريباً عندما تقف أمام المرآة، إن أبتسمت، أبتسم الرجل الذي يطل عليك في المرآة، وعندما تلقي بتكشيرة تطالعك نفس التكشيرة، وعندما تقوم بالصياح ترد عليك المرآة صياحك، إن القليلين فقط هم من يدركون مدى أهمية هذا القانون في علم النفس ومدى الإنضباط في حدوث الأمور المتوقعة ودقتها.

·   إننا بالغريزة نحب ذلك الشخص الذي يعرف ما يريده ويتصرف كما لو كان يتوقع الحصول عليه، فالناس لا تحب المترددين والفاشلين. إنك أن أردت أن يحبك الناس، فدعهم يعرفون عنك أنك تتوقع أن تفوز وتكسب. وعليك أن ترفع رأسك إلى أعلى، وأنظر إلى الشخص الآخر في عينيه، وأمشي كما لو أن هناك ما تذهب إليه بالفعل، وأنك تقصد أن تذهب إلى هذا المكان حقيقة.

·   تقبل الآخرين للمرء "فيتامين" في حد ذاته، إننا جميعاً نشعر بالجوع إلى تقبلنا على حالتنا، إننا نريد ذلك الشخص الذي يمكننا أن "نسترخي " في وجوده، ذلك الذي نستطيع معه أن نترك شعرنا على ما هو عليه دون تمشيط وأن نتحرر من وجود أحذيتنا في أقدامنا.

  • هناك سبب بسيط لعدم إبتسام العديد منا كثيراً أو بإخلاص، وهو يتمثل في عادتنا من أننا دائماً نقوم "بحبس" مشاعرنا الحقيقية داخلنا، فلقد علمونا أنه  ليس من المستحب أن تكشف للعالم عن أحاسيسنا، وبالتالي فإننا لا نحاول أن نكون صريحين أو أن نظهر أحاسيسنا على وجوهنا.                              

(كتاب "كيف تتمتع بالثقة والقوة في التعامل مع الناس  " تأليف/ لس جبلين)                            

السبت، 31 ديسمبر 2011

رسالة إلى روح أمي







اليوم تطوى الصفحات الإخيرة من عام 2011 وندخل عامنا الجديد و بذلك تكوني قد دخلتي عامك الخامس و لكنك لم تفارقينا فلا يمر يوم دون أن نذكرك ويأخذنا الحنين للتحدث معك وسماع رواياتك عن حقائق غيرت التاريخ فقد أحببتي تمجيد كل من ناضل لأجل حق وقضية ورأي ومبدأ آمن به وأراد أن يكون واقع أمته ولكن الآن حان دورنا فقد غابت رواياتك وظل حقاً علينا أن نخبرك بأحداث غيرت مجرى التاريخ .
أتذكرين كيف كنتِ تتألمين لهزائم العرب لتقهقرهم وخذلانهم لقدسنا المبجلة وللعراق المغتصبة .
أتذكرين كلماتك عن العبودية والإستسلام للقهر وخيبة أملك في شعوب تمارس عبادة الذل واالخضوع وتقدم الولاء لطغاتها وتنصاع لرغباتهم حتى أمتهنوا نحرهم وتجريدهم من العزة ، أتصدقين بأن هذه الشعوب المقبورة قد أنتفضت فحرقت الأجساد في بوزيد بتونس المستعبدة منذ ثلاثة وعشرون عاماً فطالبت بإسقاط النظام فطردت زينها وخلعته لتتحرر من سلطته وتصبح سيدة نفسها وتدخل التاريخ حرة أبية لا تنصاع لجائر ومستبد .
والآن سإلقي على مسامعك ما هو أعجب بأن هذه الإنتفاضة كانت بمثابة رياح التغيير العتية فأنتقلت إلى شعوب أخرى فكان لمصر شأناً عظيم فأجمعوا أمرهم وأتخذوا من ميدان التحرير سكناً لهم ليصبح شاهداً على مطالبهم ولبثوا فيه ثمانية عشر يوماً حتى أنتصروا وتخلصوا من سجن الخوف والإستعباد فقرر فرعونها أن يتنازل عن ملكية الأرض والعباد ومازالت مصر تنتحب .
وبعد أحداث مصر العظيمة أنتفضت شعوب أخرى فكان لليبيا موقف تاريخي عظيم فقد نحرت طاغيتها الذي عاث فيهم قتلاً وتنكيلاً وتشريداً ونعتهم بأحقر الألفاظ وقذفهم بأقذع العبارات وأستلذ ذلهم فحرق قلوب الأمهات وكسر كبرياء الرجال وبدد أحلام الأطفال فتربصوا به حتى شاء الله ومكنهم منه وشهد التاريخ والأمة نهاية كل جبار متكبر لا يؤمن بالحق والعدل.
ولا أخفيكِ سراً حال يمننا السعيد الذي ورثه من لا يفي بوعوده تملكهم كقطيع وأستأثر بخيرات البلاد والعباد وقسمها بين أهليه وذويه وقبيلته بإعتبارها ملكية خاصة فبدد ثروات يمن الحضارة والعروبة و الأصالة حتى أذن الله أن يثأر هذا الشعب لنفسه ويرفض حكم التبعية والإنصياع  فقرر عن بصيرة إسقاطه فأتخذ من ساحة التغيير ملاذاً له تعلو فيه أصواتهم مجلجلة أرحل متجردين فيه عن أسلحتهم إلا سلاح الصبر والعزم على التغيير .
ولا أستطيع أن أسرد لكِ ما حدث من نكبة إنسانية في شامنا الحبيب فقد أرتوت أرضه بدماء شهداءه وشاهدنا بأم أعيننا ما لا نعرفه ولا نكاد نصدقه رأينا من يسجد لغير الله ويركع لغير الله في عصر غير عصور الظلام فلم يعد لهم إله إلا بشار وليس لهم رسول إلا بعثهم الهالك الذي جمع جيش الممانعة الذي لم يمانع على إستباحة أرضه ولم يخجل من تواطئه مع جارته إسرائيل فلم يطلق رصاصة واحدة على عدوه بل أطلقها على أبناء شعبه فشهدنا مقابر جماعية وبقر لبطون الأطفال وتشويه لإجسادهم الغضة فكانت إبادة منظمة لشعب أقسم إلا يعيش مستلب ومستعبد فقدم أرواحه لأجل الإنعتاق من الذل والظلم وما زالت هذه المشاهد تتكرر على شاشاتنا ومازالت سوريا تحتضر .
أما عن دور جامعاتنا العربية فهي كما عهدتها تشجب وتستنكر وتندد وتلتف حول قضايا الشعوب لتمهل لطغاتها الزمن الكافي لإستباحة دماء شعوبهم وهدرهم  فهي لن تعيد حق مغتصب ولا كيان مستلب.
أمي الحبيبة ما رويته لكِ ليس حلماً أو هذيان ولكن ثورات لشعوب ونضال أحرار أرعدوا وأرهبوا عبيد الكراسي وأقلقوا منامهم فتجافت جنوبهم عن المضاجع من الخوف أن تلحق بهم رياح الغيير وتقضي على إسطورة تأزيل وجودهم .
وفي نهاية رسالتي أوصيكِ يا أمي أن تزوري بوعزيزي شهيد الحرية خالد الذكر قاهر الطغاة والمستبدين سليل العزة والكرامة وتبلغيىه سلامنا وإمتناننا وأخبريه بأننا لن ننساه من صالح دعائنا فليرقد بسلام .
رقية عبدالله

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

رسالة شهيد




يخيم الموت على شامنا الباسل فتروى الأرض بدماء الشهداء الطاهرة و تزف الأمهات أبناءها إلى جنة الخلد وتحمل النعوش على الأكتاف وتسير في موكب مهيب تمتزج فيه الكلمات بالبكاء وتختلط العبارات وتعلو فيه الأصوات تهتف (الشهيد حبيب الله).
نعم هو حبيبه فقد تجرد من حب الدنيا والتعلق بها وأنعتق من ممارسة طقوس الذل والإمتهان و المظاهر الخاوية من روح الكرامة وتبرأ من تقديس من لا قداسة له فأنتهك حرمة تبجيل الحاكم الخالد وأسرف على نفسه فطالب بالحرية والإنعتاق فكان حقاً عليهم القصاص منه فقد خرج عن حدوده الشرعية فليس للحرية مكان على أرضه سوى المقابر تدفن مع أصحابها وتوارى الثرى متسائلة بإي ذنب قتلت ولسوف يشهد التاريخ إغتيالها والتمثيل في جسدها ونحرها بيدي فاسق .
ولكن سوف تبقى الأرواح السامية تفنى لأجل إحياء الكرامة والعزة ما دامت هناك أرواح عفنة تتشبس بالحياة فليس لها في الجنة خلاق  فتذهق كل الأرواح لأجل ذاتها المقدسة التي تستمد بقاءها من إمتصاص دماء شعبها وإستباحة عرضه ودمه وماله والتنكيل فيه فتطغي متجاوزة كل الأعراف والأديان والشرائع السماوية لتخلد في ذاكرة موت الضمير وإغتصاب الكرامة .

الأحد، 25 ديسمبر 2011

همس الأوراق





لا أذكر أني قد سمعت أو قرأت عن أوراق تنتحب لتستجدي صاحبها فيعبث فيها ويخط بيديه هواجسه وأحلامه  فرحه وحزنه وكل متناقضاته فيملأها بأحاديث وقصص تختلف تفاصيلها يمتزج فيها الضحك بالبكاء والرغبة بالرهبة والخطيئة بالتوبة وكأنها محاولة لفتح الأبواب المغلقة وتجاوز الأسوار العالية لتنزع إعتراف بوجودها وإنتظارها لجراءة قلم يبعث فيها الحياة .
رقية عبدالله